نوستالجيا

الحنين هو أكثر من مجرد مزاج عاطفي ، قد يكون طريقة للتعامل مع مشاعر الوحدة والعزلة- راي هربرت

نادرا ما اشاهد التليفيزيون ، الا صدفه او اضطرار بسب انقطاع الانترنت مثلا ، وربنا مايقطعلنا نت آمين :))

اتابع الجديد - كل الجديد - افلام مسلسلات اخبار برامج اي شئ وكل شئ علي النت ، بسبب مواعيد البرامج وايضا بسبب الاعلانات السخيفه

الصدفه البحته وانقطاع النت كانا السبب في مشاهدتي له ، امسك الرموت اقلب بين القنوات يقع بين يدي ، الفيلم الاكثر من رائع غرام في الكرنك ، شاهدته عشرات المرات واحفظ القصه عن ظهر قلب

ولكن هذه المره كانت مختلفه عن اي مره شاهدته فيها

وجدتني انفصل عن الحكاية ولا اتابع الاحداث ، فقط اراي ظلال تتوالي وكل مشهد يترك في نفسي احساس مختلف ،

شعرت وكأنما عدت الي هناك في ستينات القرن الماضي حيث تجتمع البساطه والاناقه في كل شئ

اخذتني نوستالجيا جميله فصلتني عن الواقع الي دنيا الخيال ،

كانت المشاهد تتوالي ، كل مشهد يأخذني لمكان مختلف

رحلة قطار الشباب - يومان وليلية من الغناء والرقص

فرقة رضا للفنون الشعبية ذائعة الصيت آن ذاك ماذا حدث لها و اين اختفت بإستعراضاتها الجميلة التي يحمل كل منها ذكري ؟؟

الأقصر بلدنا - هذه المدينة الهادئة علي ضفاف النيل هناك في صعيد مصر ،

زرتها مرتان مع اصدقاء الدراسة ، يأخذني الحنين الجارف لهذه الايام الجميلة حيث الصحبة الطيبة وهدوء البال

شوارع الاقصر والمعابد و المراكب النيلية والحنطور ذكريات تتوالي

حتشبسوت - اتذكر كيف نجونا من الموت في مذبحة الاقصر بالصدفة البحتة ، نعم كنا هناك في نفس الوقت وعلي بعد خطوات من معبد الدير البحري حيث جرت المذبحة (1998) ، فقط رحمة الله كتبت لنا السلامة

حلاوة شمسنا - راديو الشرق الاوسط كل صباح يشدو بنفس الاغنية ، لا اتذكر لاي برنامج كانت كتتر بداية

حلاوة شمسنا وخفة ضلنا **** الجو عندنا ربيع طول السنة

الجنه فارضنا والحنه فرملنا ****الجو عندنا ربيع طول السنة

اصبح الحال غير الحال لم تعد شمسنا حلوه بل اصبحت حارقة ملهبة ، ولم تعد لدينا خفة ظل بل اصبحت التفاهة والسخافة والصوت العالي مع البذائة هي السمة السائدة

وحتي جوانا لم يعد ربيع طول السنة

و أنا اشاهد الفيلم لم تغب عن ذهني لحظة واحدة قضية مياه النيل ،

النيل في الأقصر وأسوان هو قاسم مشترك ، له خصوصية غير اي مكان آخر في مصر ، تراه علي طبيعته لم تدنسه مخلفات المصانع ولا قاذورات البشر

تسري في جسدي رجفة رعب عندما اتخيل ان هذه النعمه التي وهبنا الله إياها ستضيع من بين ايدينا ، و نحرم منها بسبب اهمالنا وتقصيرنا

واللي مايحافظش علي النعمه تزول من وشه :((

ينتهي الفيلم ويترك غصة في الحلق ، وحسرة علي تراثنا الفني المسموع والمرئي الذي اشتراه الوليد بن طلال بابخس الاثمان ثم باعه مع اسهم روتانا لليهودي روبرت مردوخ