TvQuran

٢٠١٤-٠٢-١٩

كارثة سانت كاترين


كارثة سانت كاترين






كارثة كلنا عشناها علي اعصابنا طول اليومين  اللي عرفنا فيهم اخبار المفقودين في وادي جبال بسانت كاترين

كلنا كنا بندعي من قلبنا ان ربنا ينجي ناس مانعرفهاش من محنة وقعوا فيها ويردهم لاهلهم سالمين


كعادة تويتر الناس كلها بدأت تدلي بدلوها ويقولوا رأيهم  فاللي بيحصل وفي طرق الانقاذ ومخاطر تسلق الجبال واهمال الشباب وتقاعس الدولة .....الخ ..وده مايطلق
عليه بلغة اهل تويتر "هري" 

من يومين وانا بتابع في صمت ماقلتش ولا كلمة ولا اي تعليق عن الموضوع لان6  سنين علي تويتر وخصوصا آخر سنتين علموني ان معظم الهري بينزل علي فاشوش وان نسبة الكلام الصحيح فيه بتبقي قليلة 
خصوصا لو فيه طرف متحامل علي طرف

خلال اليومين دول تمت المتاجرة بالحكاية والتهويل والافورة الغير معقولة 
الكل بيوظف الحكاية لمصلحته 

سواء نشطاء لقوا فرصتهم في شتيمة الحكومة والجيش وظروف البلد ...الخ





 او اخوان لقوا ضالتهم في  لوم الجيش واعتباره مقصر ومابيعملش حاجة غير مطاردتهم وحبسهم

علي شوية شماتة في الانقلابيين اللي اتبطروا علي الرئيس الصالح مرسي العياط


لاحظوا كمية الرتويت والفيفوريت

وطبعا مانسيوش يحاولوا ينسبوا الضحايا ليهم باي شكل كعادتهم 




مع شوية صعبانيات  عشان الصورة تبقي حلوة 


او صحف وبرامج توك شو ماصدقوا يلاقوا حاجة يولولواعليها ويمارسوا هوايتهم في التسخين 



الموضوع مافيش حد يختلف انه كارثة ومأساة بكل المقاييس وانه فيه تقصير واستهتار من النظام

وعلي الجانب الآخر

استهتار وتقصير من منظمي الرحلة اللي سمحوا للشباب بالهايكينج فالمنطقة دي فالوقت ده من السنة


ده احد منظمي الرحلة من اماكن تريب ,لاحظوا التاريخ يوم الاتنين بليل

واستهتار واهمال من الضحايا في عدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة لرحلة زي دي 

دا غير اهمال زمايلهم في التبليغ عن فقدهم لاكتر من يوم( فقدوا السبت وتم الابلاغ عصر الاحد)



الدليل بلغ متأخر وبالتالي الخبر علي ما وصل محافظة جنوب سيناء ومنها للجيش كان خد يوم ونص

وافورتهم في المبالغة في تقصير الدولة والولولة علي تويتر والفيسبوك ان الجيش رافض يطلع طيارات انقاذ لان الضحايا مصريين
وانه اتقالهم التصريح كمان 10 ايام











وبعد ما اتضح كذب الرواية دي كانت انتشرت بسرعة البرق واتعمل عليها بنارات ومعلقات شجب واستنكار وولوله


ايوة فيه اهمال واهمال جسيم من الدولة فكل ما يتعلق بحياة المواطن المصري اللي تعتبر ارخص حاجة في البلد دي وايوه اما بيتعرف ان الضحايا مصريين بيبقي فيه تكاسل وبطء في الاستجابة 
المنظومة بايظة ولا انتوا ناسيين اننا ثورنا عليها مرتين في 3 سنين 
بس الامانة تقتضي ان اللي بينقل كلام يقول الحقيقة  لاننا اما بنكتشف كذبه بنفقد تعاطفنا معاه ومرة في مرة مش هانصدقه بالمرة
















الامانة تقتضي انك تقول ان المعلومات اول ما وصلت للجيش اتحرك بكل الامكانيات المتاحة ليه واللي يقدر يستخدمها

دي شهادة يقال انها لاحد المسعفين



احتمال كبير افراده كانوا غير مدربين بالشكل الكافي علي النوع ده من الازمات  ولكنهم اتحركوا وفي جو زي ده ومكان زي ده بافراد وطيارة وبمعاونة البدو اللي كان ليهم الدور الاكبر بحكم معرفتهم بطبيعة المكان 

نيجي لردود افعال مجموعة تانية كانت بتوضح موقف انساني من احط المواقف مشابه تماما "لايه اللي وداها هناك"
الناس دي ماعنديش اي كلام اوصفهم بيه الصراحة 







واخيرا انهاردة بعد ماتم انقاذ 4 شباب احياء والعثور علي ال4 جثث الخاصة بالضحايا منهم محمد رمضان الله يرحمه اللي كلنا كان عندنا امل انهم يلاقوه حي ولكن قدر الله وماشاء فعل 





ده بيان القوات المسلحة التفصيلي لكل اللي حصل







 

وهو متطابق في اجزاء كتير منه مع الشهادات الموجودة فوق وبالتالي انا مصدقاه

وأخيرا 

الموضوع كله زي ماقلت تم استغلاله من جانب كل الاطراف اسوأ استغلال
وفي الاخر هاتفضل مرارة الفراق وفقد الاحبة لاهل واصحاب المتوفين  وبس 
وبالباقي هاينسوهم كالعادة ويدوروا علي قضايا جديدة يتاجر بيها
الله يرحمهم ويتجاوز عن سيئاتهم ويغفر لهم ويصبر اهلهم وحبايبهم وكل اصدقائهم
































٢٠١٣-٠٢-١٧

اتسرقت !!!


بعد سنتين من انتهائها اكتشفتها امبارح بالصدفه , سرقه ممنهجه ومنظمه للبلوج بالكامل 

لقيت المدونة دي سارقه كل حاجه 

http://ahlanwasahlanentebahlol.blogspot.com/

كل البوستات الشخصي منها والفضفضات والقصص القصيرة

البوستات الهايفة والحاجات اللي متخصش حد غيري كله كله 



التنويهات عن بوستات مدونتي التانيه علي طول الحياة   مرحمهوش



عيد ميلاد المدونه واللي باين اوي فيها الاسم كمان نقله بالحرف 



حتي التحديثات تخيلوا حتي التحديثات كانت بتتنقل



اكتشفت ان البوست كان بيتكوبي بيست فور نزوله ويتم تعديل التاريخ فمعظم البوستات لقبل تاريخها بيوم واحد(طبعا مستخدمي بلوج سبوت عارفين ان ده مافيش اسهل منه من الاوبشن اللي تحت مربع كتابة البوست)


الاخ او الاخت -الله اعلم- حتي ماكنش بيكلف نفسه انه يعدل الغلطات الاملائية ولا لون الكتابة اللي - كان فاتح فاحيان كتيره وسابها علي خلفية مدونته الفاتحه مش باين منها حاجه


الصراحة أنا اتخضيت قلت يمكن كنت عامله باك اب ونسيت :)


او اكون بمشي وانا نايمة وبعمل حاجات وانساها بعد ما اصحي,

 طبعا الاكيد ان دي سرقه واني مش مجنونه ولسه ماجليش ألزهايمر ولا بمشي وانا نايمة , ومعملتش باك اب الا علي الوورد بريس وبنفس اسم المدونة والتعليقات كمان 

بس ليه وايه الحكمه ان واحد قاعدلي ينقل كل كلمة باكتبها الله اعلم مع اني يعني مش البلوجر الواو ولا بوستاتي احلي بوستات فالدنيا ولا انا الاديبة اللي محصلتش ولا مشهوره اوي زي باقي الناس وفوق كل ده مكنتش بأكتب بانتظام
حاجه تجنن مش كده :))


السرقه وقفت يوم 11فبراير2011  يوم التنحي,بعدها معدل كتابة البوستات بقي نادر وهو اصلا كان قليل من الاول وبقت كل الكتابة بوستات ثورية, تقريبا الأخ او الأخت كانوا فلول والكلام مجاش علي هواهم وقرر يقلبها لفيديوهات توك شو ومسلسلات تركي حاجه كده من اللي بتزود الرجل عالمدونه وتعلي الترافيك :)َ


سرقات الانترنت مافيش اكتر منها , وطول ما المحتوي مفتوح  عمرنا ماهانعرف نوقفها, والمنتديات والفيس بوك وحتي تويتر بينقشوا من بعض كل حاجه 


انا مش زعلانه ولا دي اول مره تتسرق مني حاجه بس مستغربه وياريت اعرف مين هو متيم كتاباتي اللي كان بيعمل كده 
هذا للعلم وشكرا

٢٠١٢-٠٢-١٤

أزهي عصور الإستقرار







تربي هنا وعاش طفولته وشبابه كان يحفظ  الحي  يعرف  مداخله و مخارجه وأسماء سكانه وأولادهم ،معظمهم كانوا أصدقائه ورفاق دربه
ولكنه الآن يشعر بالغربة والحزن لما آل إليه الحال   

شوارع الحي مقفرة لم تعد كما أعتادها أصبحت شبه فارغة والحركة لا تتعدي بضعة أشخاص يمرون علي فترات متباعدة،وكثير من جنود الخدمة الإلزامية بزيهم الأخضر المموه يتسكعون هنا وهناك 


 الناس وجوههم متجهمة  شاحبة وابصارهم زائغة ،ينظرون اليه بقلق وترقب ثم يمضون في طريقم غير عابئين بهذا الغريب الذى اقتادته قدماه لحيهم البائس
بحث فيما بينهم عن من يعرفه ولكنه فشل 

كان يبحث عن منزل أسرته الذي غادره منذ 10 سنوات هربا من جحيم مستعر احاط به من كل مكان ،لم يجد المنزل ،وجد بقاياه وقد تحولت إلى مقلب كبير للقمامه ومرتع للكلاب والقطط الضالة

بحث عن منزل رفيق كفاحه احمد عبدالله  كان في الجهة القابلة 
المباني ممسوخة ادوارها السفلي  خرسانة مهدمة مائله تليها ادوار اخري من خشب او صفيح يعلوه الصدأ،بالكاد تعرف عليه 


نادي علي رفيقه
 ..مرة...ثانية....ثالثة  
يأس من الحصول علي رد 
وهم ّ ليغادر المكان ،عندما سمع صوتها  كأنه قادم من اعماق جب سحيق 


مين ؟؟ مين بينادي علي أحمد؟؟


إستدار عائدا وكأن ردها كان له طوق نجاه بين جنبات بحر هادر 
إنها هى "أم أحمد" ولكن ماذا اصابها .. ماكل هذه التجاعيد .. وكأنها زادت فوق عمرها عمر آخر 
واهنة شاحبة عيناها غائرتان وكأنها لا تري 


أنا يا خالتي .. أنا محمد.. أحمد موجود؟؟


أحمد!!! .. عليه العوض ومنه العوض 


 أحس بغصة في حلقه .. وشعر بدوار


 مر أمامه شريط ذكريات لصديق عمره ووجهه الضاحك كما أعتاده دوما ، نكاته الساخرة من كل شئ ، حبه للحياة ، واصراره علي ان "بكره احلى" و ان مهما طال ليل الظلم فإن فجر العدل لا ريب آت 


تذكر نظراته الحزينة المتشككة عندما اخبره انه يأس من مطاردات النظام لمعارضيه وتشويهه لصورهم في كل مكان ، والناس التي باتت تعتبرهم خونه وعملاء، وحملات الاعتقال التي طالت الجميع ، اخبره انه قرر السفر لدنيا جديده وبلد آخر
وأنه سيعود فقط عندما يعرف هذا البلد معني العدل والحرية وحقوق الأنسان



حاول ان يقنعه بالرحيل معه  اخبره ان هذا الشعب لا يستحق تضحياتهم

فهو شعب خانع خاضع يريد كل شئ بدون تعب حتي الحرية يريدها هدية بلا ثمن
اعتاد العبودية والعيش بلا كرامة 
  ياصديقي إن مهلك نفسه فيما به صلاح غيره سفيه
هؤلاي غير عابئين بمن يموتون او يصابون، لا يشغل بالهم سوي لقمة العيش حتي لو كانت مغموسة في الذل 
يعبدون الاستقرار ويقدسونه حتي لو كان بلا عدل أو كرامة

أنهم "شعب مستقر" كما يصفونهم متندرين 
أكد له ان النظام علي وشك ان يثبت اقدامه من جديد وعندها سيقضي علي كل معارضيه ، وحتي من أستعان بهم لتنفيذ خططه لن يفلتوا من انتقامه
وسيعود النظام أشرس من ذي قبل يبطش بالجميع ويحكم بقبضة من حديد 


لم  يصدق أن من يحدثه هو محمد من وقف معه في الصفوف الاولي في مواجهاتهم المتكررة مع النظام غير مبال بالموت الذي دنا منه مرات ومرات 


لم يتخيل انه يبيع القضية هكذا بمنتهى السهولة ويتخلي عنه وعن الوطن 
 خنقته العبرة لم يستطع الكلام وأشاح بوجهه بعيدا قبل ان يعانقه ويتمني له السلامه ويدعوه الا ينساه


مرت سنوات لم يقدر علي العودة ولم يستطع ان ينسي ،سافر إلى أبعد مكان عن الوطن عزل نفسه عن الجميع ،دفن همومه في العمل  ، لا يشاهد نشرات الاخبار ولا يقرأ الصحف ،يجبر نفسه علي النسيان  
ولكنه ظل هناك  مخزون  في جزء مظلم لايُمحي من ذاكرته ،حنينه إلية يطفو علي السطح من حين لآخر   


لا ينسي هروبه وجبنه ، لا ينسي تركه لصديق عمره يحارب وحده بظهر مكشوف  
وهاهو قد مات 


فيما كان يفكر 
هل تذكره 
هل لعنه ولعن جبنه
هل التمس له العذر 
هل .. وهل .. وهل 


إنتبه من شروده علي صوتها المستنكر


عاوز منه إيه تانى ..هو خلاص مش عاوز يعرف حد منكوا .. كفاية اللي حصله  


انتشلته الكلمات من بئر عميق سقط فيه ...أحمد مازال حيا.. ولكن أين هو؟؟


سيبه فحاله بقي .. كفاية عمره اللي راح في السجن... وياعالم هايخرج امتي ؟


لقد اعتقله الأوغاد ... آآآآه  يا صديقي .. أي حياة تحيا خلف القضبان وانت من عشت دوما كطائر حر يتنقل من شجرة لأخرى


سألها في أي سجن هو؟؟ فلم تجب وأشاحت بوجهها وأغلقت النافذة  


تجمد في مكانه  يفكر في مصير احب اصدقائه الي قلبه لم يدر دقائق مرت ام ساعات
عندما تنبه علي جلبة وصريخ وبشر يجرون في كل مكان لا يعرف من أين أتوا وإلي أي مكان يذهبون ولا لماذا هم هكذا مذعورن 

 كان الشارع قد تحول إلي ساحة حرب تماثل تلك التي يشاهدها في أفلام الملاحم الإغريقية او كتلك التي تحدث في مهرجانات الجري مع الثيران 



حاول الإستفهام عما يحدث فلم يجبه أحد كلهم مذعورين يجرون الي اللامكان 


 خلفهم  شخصا ما ضخم الجثة مخمور وكأنه خارج للتو من قبره، مشعث الشعر لا يرتدي إلا اقل القليل من الثياب ،عيناه تقدحان بالشرر ويسب الجميع يحمل في إحدي يديه سلاح ابيض وفي الأخري جنزير حديدى 


 تشبث باحدهم وأصر علي معرفة ما يجرى حوله
نظر إليه الآخر بعين تتأرجح بين الريبة والشك .. وعندما تأكد من أنه غريب نصحه بضرورة مغادرة المكان علي الفور 
لماذا؟؟ وماذا سيحدث ؟؟


لم يتلقي أي جواب، فلم يعد الرجل موجود 
انتابه الخوف والرهبة وآثر الخروج من المكان علي ان يعود في الغد ليحاول معرفة مكان أحمد وليستطلع ما حدث
في صباح اليوم التالي ومع أول خيوط النهار هرع إلى هناك باحثا عن إجابة لتساؤلاته 


عندما دخل الحي وجد عدد كبير من الناس متحلقين حول تلفاز المقهى الوحيد في الشارع ، يبدو انهم منتظرين إذاعة نبأ مهم


كما وجد مجموعة أخرى في نهاية الشارع لا يدرى ما سبب تجمعهم علي هذا النحو 
تقدم نحوهم واخترق الزحام ليصدمه المشهد 


اربع  جثث مشوهه وبها العديد من الطعنات مصلوبة على أعمدة الإنارة 
إحداهن كانت للعملاق مشعث الرأس مشنوقه بالجنزير الحديدي ،أما الأخريات فواحدة كانت لطفل صغير لا يتعدي العاشرة ،والثانية لشاب عشرينى، والثالثة فلرجل ذو لحية يقارب الخمسين 


سمع حوله همهمات متفرقة
حسبنا الله ونعم الوكيل 
لا حول ولاقوة الا بالله 
إنا لله وإنا إليه راجعون 


وغيرها من عبارات لم يتبينها فقد كان غارقا في ذهوله غير مصدق مايراه ،أين  الجنود اللذين امتلأ بهم الحي بالأمس،أين الشرطة ؟؟


عاد للمقهي محاولا ان يجد من يفسر له هذه المجزرة


قال له أحدهم ان الرجل ضخم الجثة هو البلطجي المسؤول عن الحى يدفعون له شهريا ليحميهم اخطار اللصوص وبلطجية الاحياء الأخرى
وهو بدوره يدفع لبعض رجال النظام حتي يستمر في مكانه



مصدرالصورة : @Sarahcarr  http://t.co/X1b8lEkF


بالأمس كانت معركة البقاء بينه وبين آخر يريد ان يضم الحى لمنطقة نفوذه
أما الأربع جثث فكانت قربان  حصوله علي صك الموافقة من "اللي فوق" وهو الآن يقدم فروض الطاعة لأسياده ويتسلم مهام عمله


كان مصدوم لا يستطيع ان يصدق ما سمعه ورأه 


يا إلهي  ..هل عدنا لزمن الفتوات ؟؟ اهكذا اصبح الوطن ؟؟ بعد كل هذه الدماء وكل هذه التضحيات 


خيرة شبابك يا وطن خلف القضبان او تحت التراب ،واسوأ مافيك يحيا حياة الملوك 
هز رأسه بعنف محاولا طرد الفكره عنها محدثا نفسه  إن هذا الرجل مؤكد يهزي ،لابد وأنه يحكي قصة من خياله لا تمت للواقع .. بصلة.... لا لا أصدق  


إنتبه علي صوت التلفاز ينوه عن خطاب مهم لرئيس الدولة
 أكيد سيتكلم عما حدث ويعلن أنهم قد ألقوا القبض علي مرتكب الحادث


اقترب وأنصت بإهتمام




يا الله !!!! إنه هو   


فقط تغيرت البزة العسكرية لأخري مدنية علي أحدث صيحات الموضة 
امتلأ جسده واستدار وجهه،إختفت التجاعيد و إزداد شعره سوادا 
لقد اصبح ينافس شاب في منتصف الثلاثينات
لكنها  نفس العيون الغائرة كعيون ذئب والصوت الخفيض القادم من أعماق سحيقة 
نفس برودة الاعصاب واللامبالاة لحرمة الدماء ، نفس الكلام المحفوظ من عشر 
سنوات:
أكد أن هناك من يخطط لعدم استقرار الوطن وأنهم لن ينجحوا فى ذلك وسينالون جزائهم العادل  وقال أن الشعب يعرف جيدا من قام بالأحداث وأنه يجب أن يشارك ولا يظل صامتا 
وكعادته فى كل مرة لم ينسي أن يشير لأنه سيتم صرف التعويضات اللازمة لأسر الشهداء 


وأنهم ماضون علي طريق الاستقرار والديموقراطية والبناء كما إعتادهم الشعب دوما 
.
.
.
.
.



٢٠١٢-٠١-٢٠

مواجهة







أحس بسخونة الدم في يده ، لم يدري كم من الوقت مر عليه وهو فاقد للوعي 
ولكنه يتذكر جيدا ما حدث ،مجموعة رجال بوجوه ممسوخه مطموسة الملامح لا تشبه بشر ، 
هجموا علي مزرعته الصغيره ،إختطفوا زوجته وأولاده 
 لا يعلم من أين أتوا ولا الي أين ذهبوا

تذكر صورة زوجته وأولاده وهم أسري والمسوخ يحملونهم بعيدا ، يصرخون مستنجدين به ، ولكن قواه كانت خائرة واهنة ولا يستطيع الحركة


تذكر صرخات أطفاله المستنجده وكيف هرع إليهم حاملا عصاه وسكينه وعندما خطا خطوة واحده ناحيتهم نال ضربة قاسية فوق رأسه
خطا خطوة ثانيه متجاهلا جرحه ،لكن أحد المهاجمين دفعه دفعه جديده في قسوه ليسقط علي ركبتيه وتسقط سكينه وعصاه 
ثم ضربة أخري علي رأسه فتنفجر بالدم  ويسقط علي الارض فاقد الوعي 
مرت اللحظات طويله  يحاول أن يستعيد بعضا من قوته ، وأن يفهم ماذا حدث ولماذا؟
سنوات يحيا مع أسرته في مزرعته الصغيرة او جنته الخاصة كما يحب أن يسميها ،بناها حجر حجر وخضر أرضها بيديه 
حرص أن يؤمن حدودها بنظام  إلكتروني عالي الجوده وأن يطمئن بنفسه يوميا علي فاعليته 

أولاده وزوجته كانوا دائمي التجول في الخلاء المحيط بالبيت دون خوف، ولِما الخوف وهو حارسهم الأمين والكل يعلم أنها ملكه  وانه لا يمكن  إختراقها ، والكل أيضا يعرف قوته وبطشه 
أخذوا العبره مما حدث لمن فكروا  قبل ذلك في التعدي عليها فنالهم ما نالهم وطردوا شر طردة بعد أن اخذوا نصيبهم من الضرب واللكم 

في يوم الحادث لم يعرف من أين أتوا ولا من هم ولكنه سمع صرخات أسرته المستغيثة فهرول إليهم ليجدهم محاطين بمسوخ لا تشبه البشر يزمجرون كذئاب تلتف حول فريستها

الصوره الوحيده التي لا تفارقه هي تلك النظرة في عيون أسرته قبل أن يختفوا
نظرة تقول مئات الكلمات كل كلمة تقول أغثنا 
نظرة كحد الخنجر يطعن مئات الطعنات 
كلما  حاول أن يتخيل مصير أسرته أصابه رعب وسرت في جسده قشعريرة  
عليه ألا يتراجع وان يهب غاضبا باحثا عن سكينه وعصاه 
شجاعته لابد أن تعود الآن 
لا يعنيه أن يعرف من هؤلاء المعتدين بل فقط كل ماعليه أن يجتاز سور المزرعة ويخرج ليهاجمهم ويستعيد اسرته
كان كلما أغمض عينيه رأي كابوسا مزعج
جسد زوجته تنهشه ايدي المسوخ ويستحلون حرمات
 اولاده اسري يناولون من صنوف العذاب 


أصبح يداهمه الكابوس حتي وهو مفتوح العينين ، نفس النظرات الأخيره لأولاده وزوجته تطعنه مرات ومرات 
جري في غضب هائل ومعه عصاه وسكينه ليخلصهم 
تجاوز السور ليجدهم هناك ينظرون إليه في شماته وتحد 
ونظراتهم تقول لن تستطيع 
أسرتك اصبحت ملكا لنا وعما قليل ستصبح المزرعة أيضا  
لن تستطيع ان تفعل شيئا 


هَمّ ليهجم عليهم ولكن أحدهم باغته بضربة قاسية علي رأسه ، سال الدم من جديد ولكنه تجاهله 
إنهالت علي جسده الضربات من كل مكان حتي فقد الوعي تماما وعندما فتح عينيه كان الظلام قد لف السماء 
تمني أن يظهرون الآن جميعا ليهاجمهم مره واحده ، كان لا يعرف عددهم ، الحقيقة الوحيدة التي يعلمها أن زوجته وأولاده أسري يتظرونه ليخلصهم 


كان يعلم أنهم أقوي وأشرس منه مئات المرات عليه الآن ان يستخدم المكر والحيلة 
 أيقن أنه لو واجههم بنفس الطريقه فسيقضون عليه هذه المرة لا محالة ستصبح أسرته ملكا لهم للأبد وسيطردونه من المزرعة كما هددوه  


لم تعد لديه إختيارات لو تراجع الآن فكأنما يقتل نفسه وأسرته  ... لابد أن يفعل أي شئ ... لابد ...




تحسس عصاه وسكينه .. وتقدم لمواجهتهم 



تمالك كل قوته وشجاعته وقرر أن يقتل خوفه وألا يتراجع مهما كان الثمن 


تمت 

القرآن الكريم