
لم يكن الدكتور يوسف ادريس يتخيل ان تظل مقولته الشهيره " فقر الفكر وفكر الفقر " سارية المفعول الي يومنا هذا وبعد مرور ما يقرب من ربع قرن من تحدثه عنها باحدي مقالاته بالاهرام
لم يعتقد اننا وبعد كل هذا الوقت ما زلنا نعاني من فقر في الفكر ونتعامل مع حياتنا بفكر الفقر
فنحن والي الآن مازلنا نتعامل مع كثير من الامور من منطلق فكر الفقر وتسيطر علينا ثقافة البؤس والعوز
ومجتمعنا سيظل مصاباً على ما يبدو بعقدة الحرمان و الندره ، و نفاذ ماهو معروض قبل سد الحاجه وهى العقدة التى حفرتها بعقول المجتمع طوابير الجمعيّه قديما ثم عادت للظهور مجددا في طوابير الخبز
و لننظر الي التكالب والانانيه للنجاه من الجوع الي حد ان يصل بنا الحال ان يقتل احدنا الآخر للحصول علي عدة ارغفه لا تسمن ولا تغني من جوع
يسيطر فكر الفقر ايضا علي معظم منتجي السلع الغذائية والاستهلاكيه فنجدهم يحاولون انتاج عبوات باقل سعر ممكن حتي لو كان ذلك علي حساب جودة المنتج ، فهم يعلمون ان المستهلك هنا لن يقف كثيرا امام الجوده وان مايهمه فقط هو ما سيدفعه في النهايه لاطعام اسرته وحل المعادله المستحيله بين دخله والاسعار التي لا تجد من يكبح لجامها
ايضا نشاهد تفننهم في انتج عبوات اقل حجما تكفي استخدام مره واحده لتناسب دخول الفقراء
ويضطرني مثلا فكر الفقر الي بيع الدواء بالقرص والكبسوله - بحرعات اقل كثيرا من الجرعات المؤثره - والحفاضات بالواحده والشامبو بالكيس وغيرها الكثير من الاشياء التي لم تكن- ولا تصلح ان - تباع فرط (مش ناقص الا بيع الدوا الشرب بالمعلقه )
ولا يتوقف الامر علي المواطن البسيط وحسب ولكنه يتجاوزه بمراحل ليصل الي صانعي القرار والذين يعانون من فقر الفكر حتي انهم يعجزون عن ادارة الموارد في هذا البلد العظيم واهمها الموارد البشريه ،
فلو نظرنا لمصر بمواردها الطبيعيه والصناعيه والبشرية سنجد انها ليست بالفقيره و مع ذلك حوالي 50% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ، واعتقد ان هذا العدد سيتضاعف في ظل وجود حكومتنا الميمونه والتي تتعامل معنا ايضا من منطلق فكر الفقر ،
هذا الفكر الذي يدفعهم مثلا لتخفيض ميزانية البحث العلمي لتوفير ما يسد جوع الشعب ويسد افواههم عن الكلام ايضا ، والعمل علي شغل الناس بالاسعار والهم اليومي لتقليل توجهم نحو السياسه او حتي مجرد التفكير في اي شئ خارج نطاق البحث عن لقمة العيش

ونراهم عندما يريدون سد العجرفي ميزانية الدوله ، لا يفكرون بالمره في تنمية الموارد او البحث عن افكار تساعد في زيادة الانتاج ، وانما يفكرون في طرق جديده لسرقة المواطن الغلبان عن طريق زيادة الضرائب او زيادة اسعار بعض الخدمات وبعض السلع الاساسيه بحجة ان سعرها العالمي قد زاد ، وكأنهم يطبقون المثل القائل " من دقنه وافتله "
إن الفقر الفكري و العقلي من وجهة نظري أشد أنواع الفقر وطأه ، ولقد وقع المصريون ضحايا لتعاقب حكومات غبية ، نجحت فقط في زيادة انتاجنا المحلي من الفقراء ومعدومي الدخل واصبح عندنا فائض من الفقر يكفينا لعقود قادمه ،
و فشلت في ان تقضي علي الجوع بل علي العكس رسخت في الاذهان ثقافة البؤس ، وربت مواطنين يعانون حالة من اللامبالاه الوجدانية والمعرفيه ولا يهتمون الا بانفسهم وفقط وترسخت لديهم سياسة انا ومن بعدي الطوفان
وظهرت في الافق طبقة جديده من الاغنياء الجدد "Nouveau riche " الذين يتحكمون في مقدرات ومصير الشعب ويتعاملون معه من منطلق سلوكيات الفقر التي ترسخت في اذهانهم ، فيحاولون ان يزدادوا ثراء علي حساب هذا الوطن البائس وتراهم امام شهواتهم عامه لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فلا يتورعون عن فعل اي شئ من اجل المال
حتي اصبحنا محاصرين بعدد من اللصوص يحاولون سرقة كل ما تصل اليه ايديهم غير عابئين باحد ، واصبحت محاولة احدنا الحياه بطريقه كريمه وشريفه مجرد مغامره غير محسوبة العواقب.......فلنا الله
لم يعتقد اننا وبعد كل هذا الوقت ما زلنا نعاني من فقر في الفكر ونتعامل مع حياتنا بفكر الفقر
فنحن والي الآن مازلنا نتعامل مع كثير من الامور من منطلق فكر الفقر وتسيطر علينا ثقافة البؤس والعوز
ومجتمعنا سيظل مصاباً على ما يبدو بعقدة الحرمان و الندره ، و نفاذ ماهو معروض قبل سد الحاجه وهى العقدة التى حفرتها بعقول المجتمع طوابير الجمعيّه قديما ثم عادت للظهور مجددا في طوابير الخبز
و لننظر الي التكالب والانانيه للنجاه من الجوع الي حد ان يصل بنا الحال ان يقتل احدنا الآخر للحصول علي عدة ارغفه لا تسمن ولا تغني من جوع
يسيطر فكر الفقر ايضا علي معظم منتجي السلع الغذائية والاستهلاكيه فنجدهم يحاولون انتاج عبوات باقل سعر ممكن حتي لو كان ذلك علي حساب جودة المنتج ، فهم يعلمون ان المستهلك هنا لن يقف كثيرا امام الجوده وان مايهمه فقط هو ما سيدفعه في النهايه لاطعام اسرته وحل المعادله المستحيله بين دخله والاسعار التي لا تجد من يكبح لجامها
ايضا نشاهد تفننهم في انتج عبوات اقل حجما تكفي استخدام مره واحده لتناسب دخول الفقراء
ويضطرني مثلا فكر الفقر الي بيع الدواء بالقرص والكبسوله - بحرعات اقل كثيرا من الجرعات المؤثره - والحفاضات بالواحده والشامبو بالكيس وغيرها الكثير من الاشياء التي لم تكن- ولا تصلح ان - تباع فرط (مش ناقص الا بيع الدوا الشرب بالمعلقه )
ولا يتوقف الامر علي المواطن البسيط وحسب ولكنه يتجاوزه بمراحل ليصل الي صانعي القرار والذين يعانون من فقر الفكر حتي انهم يعجزون عن ادارة الموارد في هذا البلد العظيم واهمها الموارد البشريه ،
فلو نظرنا لمصر بمواردها الطبيعيه والصناعيه والبشرية سنجد انها ليست بالفقيره و مع ذلك حوالي 50% من المصريين يعيشون تحت خط الفقر ، واعتقد ان هذا العدد سيتضاعف في ظل وجود حكومتنا الميمونه والتي تتعامل معنا ايضا من منطلق فكر الفقر ،
هذا الفكر الذي يدفعهم مثلا لتخفيض ميزانية البحث العلمي لتوفير ما يسد جوع الشعب ويسد افواههم عن الكلام ايضا ، والعمل علي شغل الناس بالاسعار والهم اليومي لتقليل توجهم نحو السياسه او حتي مجرد التفكير في اي شئ خارج نطاق البحث عن لقمة العيش

ونراهم عندما يريدون سد العجرفي ميزانية الدوله ، لا يفكرون بالمره في تنمية الموارد او البحث عن افكار تساعد في زيادة الانتاج ، وانما يفكرون في طرق جديده لسرقة المواطن الغلبان عن طريق زيادة الضرائب او زيادة اسعار بعض الخدمات وبعض السلع الاساسيه بحجة ان سعرها العالمي قد زاد ، وكأنهم يطبقون المثل القائل " من دقنه وافتله "
إن الفقر الفكري و العقلي من وجهة نظري أشد أنواع الفقر وطأه ، ولقد وقع المصريون ضحايا لتعاقب حكومات غبية ، نجحت فقط في زيادة انتاجنا المحلي من الفقراء ومعدومي الدخل واصبح عندنا فائض من الفقر يكفينا لعقود قادمه ،
و فشلت في ان تقضي علي الجوع بل علي العكس رسخت في الاذهان ثقافة البؤس ، وربت مواطنين يعانون حالة من اللامبالاه الوجدانية والمعرفيه ولا يهتمون الا بانفسهم وفقط وترسخت لديهم سياسة انا ومن بعدي الطوفان
وظهرت في الافق طبقة جديده من الاغنياء الجدد "Nouveau riche " الذين يتحكمون في مقدرات ومصير الشعب ويتعاملون معه من منطلق سلوكيات الفقر التي ترسخت في اذهانهم ، فيحاولون ان يزدادوا ثراء علي حساب هذا الوطن البائس وتراهم امام شهواتهم عامه لا يعرفون معروفا ولا ينكرون منكرا فلا يتورعون عن فعل اي شئ من اجل المال
حتي اصبحنا محاصرين بعدد من اللصوص يحاولون سرقة كل ما تصل اليه ايديهم غير عابئين باحد ، واصبحت محاولة احدنا الحياه بطريقه كريمه وشريفه مجرد مغامره غير محسوبة العواقب.......فلنا الله