عيناها

تنظر الي وجهها تستقبلك عينيها الواسعتين، ورموشها الخجلة
على جبينها ثلاث خطوط تمثل تجاعيد الزمن
هذا الوجه المتعب من الترحال ،
ملامحه وتقاسيمه ,, تتحالف مع الزمن ليظهر جليا

لم يكن ضياء ولا كان ترفا ذلك الشغف الطفولي الذي يطل من عينيها
ولا تلك اللهفة التي في نظرتها

انها ابنة الواقع المؤلم وعصارة الاغتراب التي حفرت خطوطها علي ذلك الوجه المنهك من كثرة الترحال والغربة اللئيمة التي تغذي داخلها ذلك الحنين الجارف الي الوطن المفقود
قد غادرته منذ سنين ولكنه لم يغادرها ، مازال يسكن روحها وقلبها

انها تلك المرأة التي اتت رغما عنها الي هذه الحياة بكل ما فيها من الالم والقهر ....والكرب

تخيط من الذكري عباءة الحب والاشتياق والحنين والمعاناة ..حنين الي وطن فقدته حتي قبل ان تاتي الي الدنيا...اشتياق الي اهل فرقتها عنهم الحياة... معاناة لا تستطيع ان تصفها الاقلام والالسنة

عباءة حملتها علي كتفيها طوال عمرها ، تتمزق شوقا بين دفتي البعد عن الوطن والاهل ..والاحباب
تخفي بين طياتها الم الترحال وحب الاشتياق الي كل محتويات ذاكرتها التي نسجتها في سني عمرها الاولي ......عندما كانت تعيش بين احضان الاهل والاحباب


كانت تتمني ان توقف كل قطارات الزمن لتنقش علي عرباتها آهات غربتها داخل الوطن وخارجه
لترسم عليها صورة وطنها الذي ابعدوها عنه بقرارات ظالمه وصورة واقعها الذي لا ترضي عنه كل الشرائع و الاديان تصور همومها وذكرياتها وطموحاتها

تنظر اليها يطالعك هذا الوجه الملائكي وقد ارتسمت عليه تجاعيد الزمن وجه المرأة المتعبه التي يحمل بين جنباته تفاصيل القهر والحرمان الي ما لا نهاية
بعد ان جفت الدموع تجد في عينيها مئات من علامات الاستفهام ...؟؟؟؟

متي تخمد نار الحنين التي تشتعل في صدرها..؟؟؟؟
متي ينتهي صراعها مع قسوة الايام وجبروت سنوات الغربة والارتحال..؟؟؟؟
متي العودة وقد فاض الحنين واشتعلت الاشواق.....؟؟؟؟؟؟؟