وجوه

هل يستطيع شخص ما ان يفعل مثله ، ان يحمل معه وجوه عده يختار ما يظهر منها وما يخفي ، ان يغير ويبدل وجهه ليتناسب مع ما يحيط به من ظروف

الوجهه الجاد الحازم في العمل ، حيث الاوامر والنواهي والصوت العالي الهادر وهذه التكشيره التي لا تفارقه ابدا

والوجه المرح البشوش مع الاهل و الاصدقاء ، حيث اوقات الصفاء والمرح والضحكه التي يسمعها القاصي قبل الداني

والوجه المحايد الذي لا يحمل اية تعابير تذكر ، سلبي الاتجاه لا يشعرك بردود افعال ،حيث يتصنع الحكمه فلا يظهر رضا ولا سخط ، فرح ولا زعل فقط يصغي باهتمام

يخرج من جعبته الوجه الذي يراه مناسب ليرسم صورة وردية للمديرالحازم أو الزوج الحنون أو السيد الحكيم
غير آبه باحاسيسه وأمانيه ورغباته ، بعذاباته وآلامه التي يحملها في اعماق اعماق روحه ، و التي لا يستطيع ان يضع حد لها

ففي الوقت الذي يشعرنا فيه ان لا شئ يحدث ، تتسلل تلك الآلام والرغبات التي لا حدود لها من مكانها الخفي ،
تتحول الي وحش لا يستهان به لتغتاله ببطء وتميته بهدوء


وعندها فقط تستطيع ان تري وجهه الحقيقي بملامحه الطفوليه البريئه وابتسامته الهادئه الخلابه